¤ نص الاستشارة:
منذ زمن وأنا أعاني من إهمال زوجي لصلاته وعدم إهتمامه بها... نصحته كثيرا وبكل الطرق الممكنة... كما أنه سطحي الثقافة قليل الحوار أراه صامتا جل وقته...سلبي إلى أبعد الحدود...كيف يكون التوجيه لمثل هذا...؟
* الـــــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الحياة الزوجية لا تخلوا من بعض المنغصات التي تشوش صفوها، والواجب عند حدوث تلك العوارض هو الصبر والتأني وعدم العجلة في إتخاذ القرارات وتبني المواقف السلبية من الآخرين...وأنت أيتها الأخت الكريمة تقومين بما أوجب الله علك من النصح والتوجيه لزوجك وعليك بالصبر وعدم العجلة وعليك بكثرة الدعاء له بالهداية والتوفيق لكل خير وانظري إلى المنهج النبوي في التعامل مع أصحاب الذنوب: فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل مناسبة يبين هذه القاعدة المهمة في التعامل مع العصاة، كان رجل يؤتى به كثيراً ليجلد في شرب الخمر، فأتي به مرة فقال رجل: لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تلعنوه، فو الله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله»، فقد شهد له بالإيمان ليحملهم على محبته، ومنعهم من لعنه، لأنه ليس كل معصية تستحق اللعنة، ولأن من الممكن أن تجتمع الحسنات والسيئات والثواب والعقاب في الشخص الواحد.
لذا أنصحك بكثرة الدعاء له واللجوء للنصح الغير مباشر والذي لا يعطي صفة الولاية التي في الغالب هي مرفوضة من الجميع وبدلا منها إستخدمي الأسلوب الودود كأن تقولي يا أبا فلان سأحضر الشاي حتى تعود من الصلاة، أو تقولي عندما يحين موعد الصلاة خذ هذا البخور حتى تقبل على الله بريح طيبة... إلخ، هذا إضافة إلى الطرق التي أبديتيها معه من التودد والتهادي، وإستمري في تذكيره ولا تيأسي فالله سميع مجيب.
وفيما يتعلق بمشكلة عدم وجود الحوار بينكما فلا يمكنك رده إلى قلة مستواه التعليمي فقط، إذ أن المعلوم أن فقد الحوار بين المتحاورين له أكثر من سبب، لذا أوصيك بتهيئة أسباب الحوار والذي يتطلب أن يكون في جو ودي، ويتم فيه تداول الكلام بطريقة صحيحة فلا يستأثر به أحدكما دون الأخر، وأن يغلب عليه الهدوء والتفاهم والبعد عن الخصومة والتعصب.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع : رسالة الإسلام.